تمكين المرأةعام

الأفغانيات يلجأن لتعليم الالكتروني كبديل مع استمرار طالبان منعهن من استكمال تعليمهن الجامعي

بقلم - عبدالله الزعبي

صرحت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لأفغانستان دبروا ليونز بأن على الجميع دعم عودة الفتيات الافغانيات للجامعات في أفغانستان. نداء ليونز في جلسة مجلس الامن تأتي بعد مرور أكثر من ستة أشهر من سيطرة طالبان على أفغانستان ومنع المرأة والفتاة الأفغانية من العودة لدراسة الجامعية والمدرسية في معظم البلاد. تطمينات المسؤولين في طالبان لم تترجم على الأرض لغاية الان فالخشية من استمرار الوضع تماما كما كان ابان حكم الطالبان في التسعينات من القرن الماضي.

رغم ذلك فإن المئات من الفتيات الافغانيات وجدن الحل للدراسة الجامعية عبر الانترنت والاستفادة من ألف وستمئة منحة دراسة لشهادة البكالوريوس في جامعة  University of the people الامريكية مثل الطالبة زينب التي تدرس من داخل منزلها في العاصمة الأفغانية كابول وتبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما وبسبب الأوضاع الأمنية تخشى حتى أن تقول علنا انها تدرس في جامعة عبر الانترنت نتيجة تقيدات الطالبان. تقول الشابة زينب “هذه الجامعة هي الطريق الوحيد الذي سيساعدني على استكمال دراستي. كان عندي أحلام كبيرة ومستقبل أمامي بالحصول على شهادة جامعية وحتى البدء بمشروع تجاري لإثبات ان المرأة الأفغانية قادرة على تحقيق المستحيل. الان للأسف لا أجرئ حتى القول بأنني ادرس في المنزل”.

التعليم الجامعي عبر الانترنت بديل للأفغانيات

المسؤولون في طالبان يقولون انهم ينوون الموافقة على عودة الافغانيات لدراسة الجامعية بشرط عدم الاختلاط مع الذكور اطلاقا وبأن تكون ساعات الدوام مختلفة لكن من غير المعروف للان إذا ما سيسمحون للمدرسيين الذكور بتعليم الفتيات. في النهاية تبدو الأمور غامضة لمستقبل التعليم الجامعي للفتيات بخاصة لان الطالبان للان لم يفتحوا الجامعات لهن بعد.

رئيسة مجلس الأمناء في جامعة UoPeople، باسكالين سيرفان شرايبرأكدت على أهمية استكمال الافغانيات التعليم مهما حدث وأضافت ”عندما تولى طالبان زمام الأمور في أفغانستان، كنا قلقين بشأن تأثير ذلك على تعليم النساء. لا يمكننا أن نفهم عالمًا يتم فيه تجريد الأفغان من حقهم في التعليم، وخاصة النساء. تبعا لذلك، أعلنا عن مبادرتنا لتقديم 1000 منحة دراسية للأفغان، مع إعطاء الأولوية للنساء. وبعد الإعلان، تقدمت أكثر من 8100 امرأة للمنحة. وبدأت أكثر من 1600 منهن دراستهن معنا، تأسست UoPeople إيمانا بأن التعليم العالي هو حق أساسي للجميع “.

بدأ يكتسب التعليم الالكتروني دورا كبيرا خاصة بعد تفاقم جائحة كورونا ومنع التعليم الوجاهي في العديد من الدول لتقليص عدد الإصابات لذلك كانت الحاجة لتعليم عبر الانترنت. ورغم ان الجامعة الامريكية والتي ينتسب لها أكثر من مئة ألف طالب وطالبة حول العالم تأسست قبل أحد عشر عاما إلا أن التكنولوجيا واستقرار الأنترنت في معظم انحاء العالم حتى في دولة تعاني مثل أفغانستان جعل من التعليم عبر الانترنت خيارا مطلوبا.

 

حل دائم أم مؤقت لمساعدة الافغانيات

حسب الشهادات التي تخرج من افغانسان فإن الخوف مازال موجود ولهذا تقول كارولين باور رئيسة موظفي الجامعة ” من أجل مزيد من الحماية لهوية هؤلاء النسوة، فإننا نعرض عليهن خيار تغيير اسمائهن وبلد إقامتهن في فصلنا الدراسي الافتراضي لزيادة حماية خصوصياتهن. وسنواصل تمويل هذه المنح الدراسية لكامل دراساتهن. كجامعة افتراضية عبر الإنترنت، يمكن للمرأة أن تواصل دراستها دون مغادرة منزلها. ولقد أنشأنا الجامعة حتى يتسنى للطلبة أن يدرسوا من أي مكان، وفي أي وقت، ومع أي نوع من الاتصال بالإنترنت. وقد صمم ذلك عن قصد للاجئين وغيرهم ممن لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بشكل موثوق وسنواصل البحث عن ممولين للمزيد من المنح “. ‌

 

المجتمع الدولي لحد بعيد بات غير مهتم بالقضية الأفغانية وتقلصت قيمة المساعدات الاغاثية لأفغانستان منذ انسحاب القوات الأجنبية من الدولة التي مزقتها الحروب. رغم ذلك تحاول ألف وستمئة طالبة أفغانية استكمال الدراسة من داخل المنازل وغيرهن الالاف اللواتي يتنظرن الفرصة والمنح للالتحاق بالجامعات كما تفعل زينب التي تدرس الان لتحصيل شهادة جامعية لعلها تساعد في تغيير ولو طفيف في حياة عائلتها. وتخشى الأمم المتحدة من أن استمرار منع الافغانيات من العودة للجامعات سيؤدي لمشاكل اجتماعية ونفسية حادة داخل أفغانستان.

 

 

 

 

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق