ثقافةرائدات

نادية النجار وفلورنسيا ديل كامبو تجيبان: ما هي أدوات الكاتب الحقيقي؟

شهدت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ39، التي تستمر حتى 14 نوفمبر الجاري، جلسة حوارية، بعنوان “طريقتي في الكتابة” وذلك ضمن سلسلة الجلسات الافتراضية خصصها المعرض بهدف فتح حوار بين الأدباء والكتّاب إماراتيين ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

 

واستضافت الجلسة التي أدراتها الإعلامية والكاتبة صفية الشحي، الكاتبة الإماراتية نادية النجار، والكاتبة الأرجنتينية فلورنسيا ديل كامبو، اللتان تناولتا تنوع أساليب الكتابة وأدواتها، بالإضافة إلى الأدوات والتقنيات التي يستخدمها الكتّاب في تطوير مهاراتهم، فضلاً عن دور الترجمة والورش الإبداعية في إثراء المشهد الأدبي، وتطوير مهارات الشباب المبتدئين.

 

وتحدثت الكاتبة الإماراتية نادية النجار حول تجربتها الروائية، كيف تطورت وصقلت مع الوقت حتى باتت تعتمد على أساليبها وتقنياتها الخاصة مع حفاظها على المعايير الأدبية الأصيلة، وأعتبرت أن أدب الرواية مفتوح على التجريب، والتغيير.

 

وفي حديثها عن الورش الإبداعية للكتّاب المبدئين، بينت أن هذا النوع من الورش لا يخلق كتّاباً، بقدر ما يسهم في إثراء معارفهم ويغني مهاراتهم، ويزودهم بالمعايير اللازمة لفنون الكتابة، وأكدت في حديثها عن الترجمة أنها جزء من صناعة الأدب، باعتبارها جسراً بين الثقافات والحضارات، مشيرة إلى أن الأدب مدين للمترجمين المتميزين، الذين قدموا أعمالاً أثرت المشهد الحضاري، متمنية أن تترجم أعمالها إلى لغات أخرى.

 

وأوضحت النجار أن الكاتب يتأثر بطريقة أو بأخرى بما يدور سواء في مجتمعه أو في العالم، مما يجعل من الكتابة ثمرة أو نتيجة لتلك الأحداث، إلى جانب المشاهدات الشخصيّة وفن الملاحظة عند الكاتب.

 

واستشهدت بأحد أعمالها الأدبية التي جاءت نتيجة مشاهدتها فيديو يظهر فتاة مصابة بالصم، ويظهر ردة فعلها عندما تسمع لأول مرة في حياتها ما يقوله المحيطين بها، أما بشأن الأسلوب الذي تتبعه في الكتابة، فأكدت أنها تعمل فيما يتعلق بأدب الطفل على التقرب منه وفهم احتياجاته، وتقديم الأفكار الجديدة والابتعاد عن التلقين.

 

وبدروها كشفت فلورنسيا ديل كامبو أن الألوان الأدبية وأساليب كتابتها تختلف من عصر إلى آخر، كالأدب اللاتيني الذي شهد عبر القرون الماضية تحولاً كبيرأ، من حيث أساليب الصياغة، والشكل، والتوجه، رافقه ظهور العديد من الأدباء الذين ساهموا في هذا التغيير، لافتة إلى تأثرها بالأدب اللاتيني كمصدر إلهام يظهر في العديد من أعمالها.

 

واتفقت ديل كامبو مع النجار فيما يتعلق بالورش الإبداعية للكتاب المبتدئين، باعتبارها منصة المؤلفين، والأدباء، والكتّاب، التي تسهم في نقل صناعة الأدب، وتثري  تجارب  الشباب المبتدئين، شريطة امتلاك الأدوات الرئيسة، كالشغف، وملكة اللغة، والحماسة التي تميز كاتب عن آخر.

 

وفيما يتعلق بأساليب الكتابة المتخصصة بفئة معينة أوضحت ديل كامبو أن الكتابة للكبار والصغار تتشابه في بعض النقاط، وتختلف في بعضها، فالاعتقاد السائد بأن الكتابة للصغار سهلة هو اعتقاد خاطئ، كونها تستوجب لغة خاصة قادرة على ملامسة عقل الطفل وقلبه، مشددة أن لكل نوع كتابة تحدياته وصعوباته.

 

كما تطرقت ديل كامبو إلى القرارات التي تتغير وتتحول أثناء الكتابة، موضحة أنها بعد وضع الفكرة الرئيسية، تترك السياق التسلسلي لأحداث وشخوص العمل الأدبي، يقودها نحو مزيد من الأحداث والتطورات، التي تطرأ مع التقدم في العمل وصولاً إلى الخاتمة.

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق