صحة وطب

سبل الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتأثير عوامل الخطر المرتبطة بهذه الأمراض

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية واحدة من أكثر الأمراض المسبّبة للوفيّات حول العالم.[1] هذا وازدادت عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الإمارات العربية المتحدة، بما فيها داء الشريان التاجي و أمراض الأوعية الدموية الطرفية، ولا تبشر الدراسات السكانية وتقديرات النمو بتوقف هذه الحالات عن الانتشار.[2] ونظراً لانتشار الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المنطقة[3]، تبرز أهمية تطبيق تدابير علاجية ثورية تسهم في زيادة الوعي لدى المرضى حول الآثار الخطيرة التي ترافق عوامل الخطر القابلة للتعديل لأمراض الشريان التاجي أمراض الأوعية الدموية الطرفية.

وقد أوضح الدكتور وائل المحميد، طبيب استشاري, طب القلب والأوعية الدموية وعضو مجلس إدارة الجمعية الإماراتية لأمراض القلب، قائلاً: “يعتبر داء السكري من أبرز عوامل الخطر التي تضاعف نسبة الإصابة بأمراض الشرايين مثل الشريان التاجي أمراض الأوعية الدموية الطرفية. وتعتبر دراسة العلاقة بين الأمراض والوظائف الحيوية عملية معقدة ومتعددة العوامل، إلا أن فهم هذه الآليات من شأنه مساعدة المرضى والأطباء على تشخيص أمراض السكري والشرايين وعلاجها للمساعدة في الوقاية من مضاعفاتها الخطيرة”.[4] ورغم أنه من الممكن إدارة داء السكري والتحكم بمستويات الجلوكوز على نحو فعال، لا يمكن الإغفال عن تأثيره الكبير في مضاعفة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، إذ يترافق السكري مع ارتفاع ضغط الدم والبدانة وزيادة نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية مع ضعف القدرة على ضبط سكر الدم وتراجع النشاط الجسدي.[5]

هذا وكشفت تقارير صادرة عن الاتحاد الدولي للسكري أن 17.3% من سكان الإمارات، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً، مصابون بداء السكري من النمط الثاني. وتحتل الإمارات، التي يتجاوز عدد المصابين بالسكري فيها المليون شخص، المرتبة 15 عالمياً من حيث انتشار السكري بحسب الفئة العمرية.[6] وقد ينعكس ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري في زيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين التاجية والطرفية ضمن الإمارات العربية المتحدة 2. ويضاف إلى عوامل الخطر هذه معدلات البدانة المنتشرة في المنطقة، والتي تصل إلى 70% في الإمارات حسب ما أشارت إليه نتائج إحدى الدراسات، فضلاً عن ارتفاع معدلات الإصابة بالاضطرابات القلبية الأيضية.[7]

وأضاف الدكتور وائل المحميد: “قد يرتبط الجنس والعمر المتقدم بخطر الإصابة بأمراض الشرايين؛ إذ إن النساء أقل عرضةً للإصابة بهذه الحالات مقارنةً بالرجال من نفس العمر، فيما تزداد المخاطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين التاجية والطرفية مع التقدم بالسن عند النساء والرجال على حدّ سواء.[8] وعلاوةً على ذلك، يبدو الاختلاف في إدارة أمراض الشرايين واضحاً بين الذكور والإناث، إذ إن النساء أكثر عرضةً للحصول على تشخيص غير صحيح لما يظهرنه من عوارض غير طبيعية مثل الغثيان والدوار والتعب، وبالتالي قد يكنّ أقل عرضة لتلقي العلاج المناسب.[9] ويستدعي هذا الاختلاف في تطبيق العلاجات تطبيق خيارات علاجية فعالة وحديثة للأشخاص المعرضين أكثر لخطر الإصابة بأمراض الشرايين”.

وإضافة إلى تأثير عوامل الخطر، تعتبر الفوارق بين الجنسين والأمراض المصاحبة وأسلوب الحياة من الصعوبات التي تواجه الأطباء عند إدارة أمراض الشرايين. وعلى الرغم من سعي معظم المرضى للعلاج وتطبيق وصفات الأطباء لمعالجة الأمراض الشريانية من خلال استخدام أدوية خفض ضغط الدم ونسبة الدهون، يبقى خطر التعرض للعديد من تأثيرات المرض الجانبية قائماً. وهذا ما يشير إلى الحاجة الماسة لتطبيق خيارات علاجية حديثة تقلل من المخاطر أثناء إدارة أعراض المرض.

كما تساهم بعض السلوكيات في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض الشريانية، وقد تحمل أبسط التعديلات عليها تأثيرات فعالة جداً للوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي والطرفية. وبالطبع، تعتبر التأثيرات الضارة للتدخين من الحقائق المسلَّمة، ما يؤكد على ارتباط فوائد الإقلاع عن التدخين بصحة القلب والأوعية الدموية. وفي السياق ذاته، يمكن أن تسهم زيادة النشاط الجسدي بتقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية ومستوى ضغط الدم، وتحسّن توازن الجلوكوز، ما قد يحمل تأثيراً شاملاً على الحدّ من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يكون للعادات الغذائية تأثير فعال على مستويات الخطر، مثل الاعتماد على تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والحبوب والبقوليات وزيت السمك والألياف. إذ أن تغيير سلوك واحد من عادات أسلوب الحياة قد يؤثر بشكل ملحوظ على الصحة.[10]

واختتم الدكتور وائل المحميد حديثه قائلاً: “هناك العديد من الخطوات التي يمكن للمرضى اتخاذها للحدّ من هذه المخاطر، ففي الوقت الذي لا يمكن تغيير عوامل الخطر التي تتنوع بين العمر عند الرجال والجنس وتاريخ المرض العائلي ووقت انقطاع الطمث عند النساء، ينبغي على المرضى تعديل العوامل الأخرى والبدء بالإقلاع عن التدخين وتقليل مستويات الكوليسترول وضغط الدم وإدارة مرض السكري وممارسة الرياضة بشكل منتظم والحفاظ على وزن صحي وجسم سليم

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق