ثقافة
انطلاق مؤتمر الشارقة الدولي الثالث للدراسات العربية في أوروبا تحت عنوان “إسهامات المستشرقين في خدمة اللغة العربية”
برعاية حاكم الشارقة

الشارقة، 8 نوفمبر 2025
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، انطلقت اليوم (السبت) في دارة الدكتور سلطان القاسمي أعمال “مؤتمر الشارقة الدولي الثالث للدراسات العربية في أوروبا 2025″، تحت عنوان “إسهامات المستشرقين في خدمة اللغة العربية”، بحضور الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وسعادة محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء المجمع، ومشاركة 24 باحثاً وأكاديمياً من 19 دولة أوروبية، قدّموا 24 دراسة تناولت محاور المؤتمر الرئيسة: هجرة الألفاظ العربية إلى اللغات الأخرى، منهجيات تعليم العربية للناطقين بغيرها، ترجمة الأدب العربي وأثرها في نشر اللغة، وتحقيق التراث العربي والإسلامي.
ويهدف المؤتمر في دورته الثالثة إلى تسليط الضوء على أصول اللغات الأوروبية وعلاقتها بالعربية، والكشف عن تراث الأمم اللغوي والاجتماعي والإنساني، والتركيز على مناهج الترجمة وطرق التواصل بين الحضارات، إضافة إلى دراسة نماذج من الأدب الأوروبي المتأثر بالأدب العربي، وأثره في نشر العربية، إلى جانب استثمار الطاقات البشرية والمهارات البحثية في خدمة العربية في أوروبا، مع التنبيه إلى المخطوطات العربية والإسلامية المغمورة في خزائن المكتبات الأوروبية القديمة.
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر، رحّب الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، بالمشاركين، مؤكداً أن هذه اللقاءات العلمية أضحت علامة فارقة في تواصل اللغة العربية مع العالم، لما تتيحه من فضاء فكري يجمع كبار الباحثين والمستعربين من الشرق والغرب حول لغة الضاد، ويُسهم في ترسيخ حضورها في ميادين البحث والدرس الأكاديمي، مشيراً إلى أن ما تحققه هذه المؤتمرات من تبادل للرؤى والخبرات يُعدّ خطوة نوعية في مسيرة التعريف بالعربية وإبراز قيمها الحضارية والإنسانية.
هجرة الألفاظ العربية إلى اللغات الأخرى
وانطلقت أعمال المؤتمر بجلستين حواريتين تحت عنوان “هجرة الألفاظ العربية إلى اللغات الأخرى”، وشارك فيهما كل من الدكتور خير الدين هوجيتش، أستاذ مشارك في كلية التربية الإسلامية في بيهاتش، بالبوسنة والهرسك، الدكتورة بترا سيبستين، أستاذة اللغة والثقافة العربية بجامعة ليدن بهولندا، والدكتورة سمال توليوبايفا، أستاذة بقسم الدراسات الشرقية بكلية العلاقات الدولية في جامعة أوراسيا الوطنية، الدكتور بيتر زيمانك، أستاذ بجامعة كارل في براغ، تشيكيا، الدكتور وائل فاروق، مدير معهد الثقافة العربية بالجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو بإيطاليا، والدكتورة لاورا غاغو، أستاذة دكتورة في جامعة سلامنكا بإسبانيا. وأدار الجلسة الأولى الدكتورة مريم بالعجيد، والثانية الدكتور عيسى الحمادي.
وتحدث المشاركون في الجلسة الأولى حول عدة عناوين ناقشت “الألفاظ ذات الأصول العربية في اللغة البوسنوية: طرق انتقالها، تكيّفها الصوتي وتغيّر معناها”، كما أضاءت الجلسة على أبحاث حملت عناوين “الحياة اليومية في بغداد العباسية: استخدام النصوص العربية في العصور الوسطى للتدريس في جامعة لايدن”، و”مسيرة الألفاظ العربية في اللغة القازاقية”.
أما الجلسة الثانية من المؤتمر، فاستعرض المتحدثون عدداً من الأبحاث تناولت: “الألفاظ العربية في التشيكية ولغات أخرى في أوروبا الوسطى”، و”الأصول العربية للمصطلحات العلمية”، إضافة إلى “تأثير اللغة العربية على اللغة الإسبانية عبر التاريخ”.
ترجمة الأدب وأثرها في نشر العربية
أما الجلسة الثالثة فكانت تحت عنوان “ترجمة الأدب العربي وأثرها في نشر اللغة العربية”، وتحدث خلالها كل من الأستاذ الدكتور أربن تشيتشي، نائب رئيس جامعة البحر الأبيض المتوسط في ألبانيا، المحاضر في قسم التاريخ والعلاقات الدولية، والبروفيسور إغدوناس راتشوس، والدكتورة إليزابيت فوتيه، أستاذة جامعية فخرية بجامعة ليون الثالثة.
واستعرضت الأبحاث المقدمة في الجلسة عدداً من العناوين، حيث أضاءت على “حركة الترجمة للأدب العربي في فرنسا في القرن 21″، وناقشت موضوع “الترجمة العربية كأداة للدبلوماسية الثقافية ودورها في تشكيل التنوع الثقافي في العلاقات الدولية”، إلى جانب دراسة ركّزت على “القرآن باللغة الليتوانية: ترجمة المعاني الأدبية أم الترجمة الأدبية للمعاني؟”.
منهجيات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
واختتم المؤتمر أعمال اليوم الأول بجلسة حوارية رابعة بعنوان “منهجيات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”، واستضافت كلاً من الدكتور سيباستيان غونتر، أستاذ جامعي شاغل كرسي الدراسات العربية والإسلامية بجامعة غوتنغن بألمانيا، والدكتورة ماجدالينا ليفيتسكا، مدرسة اللغة العربية للناطقين بغيرها، والدكتورة ماريانا ماسا، محاضرة بالجامعة الكاثوليكية بميلانو، والدكتورة فاطمة ماميدوفا، أستاذ مشارك في قسم الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية بكلية الدراسات الشرقية في جامعة الفارابي، بكازخستان، وأدراتها هبة هشام.
وقدّم المتحدثون في الجلسة مداخلاتهم حول الدراسات التي شاركوا فيها، والتي ناقشت “النصوص قبل النظريات: تدريس الأدب العربي الكلاسيكي للناطقين بغير العربية”، و”آفاق تعليم اللغة العربية في كازاخستان من التحديات الراهنة إلى الرؤية الاستراتيجية للمستقبل”، كما تناول بعضها دور “تطبيقات الهاتف المحمول لتعليم العربية: الواقع والتحديات المستقبلية”، مع التركيز على “مكان ودور المصطلحات والتعابير ذات المرجعية الإسلامية في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في سياق تشكيل الكفاءة الثقافية والتواصل بين الثقافات”.





