ثقافة

رائدات إفريقيات: “الرسوم المتحركة” فضاء واسع لإثبات حضور المرأة والتعبير عن صوتها

الشارقة، 3 مايو 2024

 

أكدت رائدات أعمال أفريقيات من الفائزات بجوائز عالمية في مجال الرسوم المتحركة أن المرأة قادرة على إحداث تغييرات استثنائية في هذه الصناعة الإبداعية، وصياغة محتوى يعكس هويتها وقضايا مجتمعها، انطلاقاً من شغف حقيقي وإصرار على الإبداع والابتكار. وأشرن، من واقع تجاربهن، إلى أن التحديات المرتبطة بالعمر أو التوقعات المجتمعية لم تقف عائقاً أمام طموحاتهن، بل شكّلت دافعاً للتميز وإثبات الحضور في سوق تنافسية، محلياً ودولياً، مؤكدات أن الرسوم المتحركة تمثّل مساحة حيوية للمرأة لتعبّر عن صوتها وتروي قصصها بأسلوب بصري مؤثر.

جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان “المرأة في الرسوم المتحركة: قيادة التغيير وصياغة ملامح المستقبل”، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة”، جمعت ثلاث رائدات من نيجيريا وغانا وكينيا؛ وهن: داميلولا سوليسي، المخرجة النيجيرية الحائزة على عدة جوائز، وكومفورت آرثر، رسامة الرسوم المتحركة ومؤسسة “استوديو كومفي”، وسارة ماليّا، الشريكة المؤسسة والمديرة الإبداعية في “بونغولو با برودكشنز”، وأدارت الجلسة مونيا آرام، مؤسسة شركة Maoupia، حيث استعرضن مساراتهن المهنية في تأسيس استوديوهات مستقلة، وإنتاج أفلام تناولت قضايا مجتمعية وثقافية، بأساليب سردية بصرية تحمل طابعاً إفريقياً أصيلاً، وتطمح إلى الوصول العالمي.

 

بيئة خصبة لمحتوى منافس

وفي حديثها حول تجربتها مع عالم الرسوم المتحركة، أكدت داميلولا سوليسي، أن شغفها بالرسوم المتحركة بدأ كهواية من ألعاب الفيديو في الطفولة، قبل أن تلتحق بأول مدرسة متخصصة في التصميم، ما فتح لها أبواب الاحتراف والانطلاق دولياً. وأشارت إلى أن تأسيس أستوديو خاص لم يكن سهلاً لصغر سنها، لكن إصرارها مكّنها من النجاح في مجال الإعلان والوصول إلى السوق العالمية، خاصة بعد انطلاقتها الكبيرة في فيلم عام 2020. وأكدت أن السوق النيجيرية واعدة نظراً لإقبال الجمهور على القراءة، ما يجعلها بيئة خصبة لسرد القصص عبر الأفلام المتحركة.

 

قضايا المرأة الإفريقية

بدورها، قالت كومفورت آرثر، إن حبها للألوان قادها إلى دخول عالم الرسوم المتحركة قبل عشرين عامًا، حيث بدأت من الصفر بعزيمة على إنشاء استوديو خاص بها. وأوضحت أنها لم تكتف بالإخراج، بل سعت أيضًا إلى كتابة القصص، وتدرّبت على التحرير لمدة ثلاث سنوات قبل أن تنطلق نحو شغفها. وشاركت آرثر في عدة مهرجانات دولية، وأنتجت أعمالًا مؤثرة، من بينها فيلم كرتوني يتناول قضية فتاة في غانا تسعى لتغيير لون بشرتها.

 

إنتاج متحرك يعلي صوت التراث

أما سارة ماليّا، فأكدت أن هدف شركتها هو إنتاج أفلام تعبّر عن قضايا المجتمعات الإفريقية بأصواتها الأصيلة، وبأسلوب إنتاجي خاص يعكس تراث القارة وفنونها الغنائية. وأكدت أن شغفها بالموسيقى دفعها إلى دمجها مع الصور المتحركة بطريقة مبتكرة وبسيطة، تضمن الوصول إلى الجمهور دون تكاليف باهظة، وتسهم في صناعة محتوى إفريقي مميز له حضور في الساحة الجماهيرية.

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق