عام

شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلعون إلى مستقبل قائم على القيم انطلاقاً من تأثيراتها على التعليم والمجتمع

بناءً على محادثات الشباب، أكبر المشاورات العالمية للشباب التي أجريت على الإطلاق

 

دبي،19  أكتوبر 2023– كشفت مؤسسة التعليم العالي من أجل الخير (HE4G) عن نتائج مبادرة محادثات الشباب، أكبر المشاورات العالمية للشباب التي أجريت على الإطلاق. وتكشف هذه المبادرة، تطلعات وطموحات واهتمامات الشباب الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بمستقبلهم، والتي أكدت على رغبتهم في بناء مجتمع متناغم قائم على القيم المشتركة، وإعادة تعريف وصياغة النظام التعليمي، الذي يعطي الأولوية للقيم والفضائل، كما الإرتباط القوي بهويتهم. من هذا المنطلق، تستحق هذه الأفكار والرؤى، أن تحظى باهتمامٍ خاص، عند تطوير السياسات والبرامج التعليمية التي تهدف إلى تشكيل مستقبل أكثر عدلاً واستدامة ومتحد.

أكثر من 45000 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاماً، شاركوا في هذه المحادثات العالمية، ينتمون إلى 212 دولة وإقليماً مختلفاً، بما في ذلك 2298 شاباً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسمحت هذه المشاورات المفتوحة الأولى من نوعها عبر الإنترنت من دون حوافز، للمشاركين بتقديم نصوص مكتوبة وملفات صوتية ومقاطع فيديو، بحرية ومن دون قيود، والتي تم تحليلها عبر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) لتحديد مخاوف وتطلعات واهتمامات الشباب في جميع أنحاء العالم. وعلى الصعيد العالمي، جمعت هذه المبادرة ما يقارب مليون مساهمة.

 

هذا ومن المقرر أن تفتتح مؤسسة التعليم العالي من أجل الخيرHE4G، في العام 2024 مكاتب في دبي، وسيتم إطلاق النسخة الثانية من محادثات الشباب، التي تهدف إلى إشراك أكثر من مليون شاب من حول العالم، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

 

وقالت أليس جيلهون، رئيسة مؤسسة التعليم العالي من أجل الخير HE4G:”يسعدنا أن نضطلع على الأفكار والتطلعات والطموحات الرائعة للشباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال مبادرة محادثات الشباب. ترسم هذه المبادرة، اتجاهاً جديداً في التعامل مع المفاهيم والأحكام المسبقة حول الشباب وتؤكد على أهمية منحهم صوت مسموع في العالم أجمع”.

 

وأضافت” هدفنا هو ربط الشباب بصانعي القرار من أجل إحداث التغيير المجتمعي الإيجابي عبر الشراكة مع أكثر من 50 منظمة في جميع أنحاء العالم. إذ يمكننا، من خلال فهم وجهات نظرهم الفريدة، إعادة تشكيل السياسات والبرامج التعليمية بشكل أفضل، والتي يتردد صداها حقاً مع احتياجات وتطلعات الجيل القادم”.

 

 

وقالت مارين هادنجي، الحاصلة على درجة الدكتوراة ومديرة محادثات الشباب: “نحن نستلهم من شغف والتزام شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رسم مستقبل تقوده القيم. إن تركيزهم على الفضائل الشخصية والسلام وإصلاح التعليم، يُشكل دلالة على تصميمهم لإنشاء مجتمع أكثر انسانية وتماسكاً. ويمكننا، من خلال الإستماع إلى أصواتهم وفهم وجهات نظرهم الفريدة، العمل معاً لبناء عالم يتماشى مع تطلعاتهم ويعزز النمو المستدام للأجيال القادمة”.

 

 

 

أبعد من الحدود الأكاديمية: شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يناصرون التعلم القائم على القيم من أجل مجتمع عادل ورحيم

أعطى شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عند سؤالهم عن التعليم والمناهج الدراسية، الأولوية للقيم والفضائل الشخصية (24 %)، مثل الإحترام، قبول الآخر، التضامن، التعاطف، التفاعل بين الأفراد ومهارات العمل الجماعي (11٪)، مثل التواصل أو المهارات الإجتماعية، على عكس المواد الأكاديمية التقليدية. وأكد الشباب على فهمهم للقيم في التعليم ومناقشتها وتحديد أولوياتها، وجهودهم الحثيثة لتغيير أساليب التدريس من أجل العيش المتناغم. لا تزال التخصصات التقليدية مهمة، لكن القيم الشخصية (45٪) والمهارات الحياتية العملية لها الأسبقية. وتلعب المدارس دور حاسم في دمج بناء المجتمعات المحلية والقيم المشتركة في المناهج الدراسية، لتعزيز مجتمع متماسك ومتعاطف. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبلغ نسبة التثقيف البيئي (5 %).

أقل بكثير من أوروبا، حيث تبلغ 27٪.

 

 

 

السلام يحتل مركز الصدارة: يتطلع شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى عالم متحد

يمثل السلام الأولوية القصوى للشباب في جميع أنحاء العالم، وهذا ينطبق أيضاً على شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن التوق إلى السلام والحد من الحروب والصراعات، يتردد صداه عميقاً لدى الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند تصورهم لمستقبل العالم. تظهر هذه المخاوف بشكل بارز في ردودهم على الأسئلة التي تبحث في المسارات المرتقبة لمجتمعنا العالمي.

 

شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: اختلاف الأولويات في مواجهة الفشل والنجاح

نسبة ملحوظة وصلت إلى 30 % من المشاركين، الذين عبروا عن خوف عميق الجذور من الفشل، بما في ذلك مخاوف بشأن الأحلام التي لم تتحقق أو عدم النجاح. يشير هذا الموضوع إلى خصوصية فائقة وتطلعات مهنية كما إلى القلق من النكسات. عند تصور مستقبلهم، يعطي 25٪ من شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأولوية للنجاح الفردي، تليها السعادة الشخصية (14٪). هذا يتناقض مع أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، حيث يتم إعطاء الأولوية للأوضاع المالية، التي ذكرها أكثر من 30٪ من المشاركين مقارنة بـ 9٪ فقط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتشير هذه الاختلافات في الأولويات إلى أنه: يمكن أن تؤثر توقعات الأهل على آراء الشباب حول النجاح والسعادة.

 

شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوازن بين الإهتمامات الشاملة والهوية والتضحيات من أجل مستقبل مستدام

تسلط مبادرة محادثات الشباب، الضوء على التطلعات الجماعية للشباب في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات العالمية، مع المبادرات التي يقودها الشباب لتعزيز التعاون والإبتكار من أجل مستقبل مستدام وعادل. تختلف المخاوف البيئية عبر المناطق، حيث تولي أوروبا أهمية أكبر للبيئة (33٪) مقارنة بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا (15٪). يرى شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن القضايا البيئية تؤثر بشكل أساسي على “العالم” بدلاً من حياتهم الشخصية.

شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أقل استعدادًا للتضحية بالإستهلاك المادي (6٪) مقارنة بالشباب الأوروبي (26٪)، مع التركيز بشكل أكبر على الموارد الشخصية (18٪) والأنشطة (20٪). إنهم لا يرغبون بالتنازل عن القيم والفضائل الشخصية (21٪) والروابط الأسرية (18٪)، ما يشير إلى ارتباط أقوى بهويتهم من أقرانهم الغربيين.

 

 

النتائج الرئيسية:

  • تلعب القيم والفضائل دوراً حاسماً في حياة شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سواء في التعليم أو في الحياة الشخصية.
  • يُعتبر السلام والحد من الحروب والصراعات، من الأولويات الهامة لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند تصور مستقبل العالم.
  • يأتي النجاح الشخصي والسعادة، على رأس الأولويات القصوى لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على النقيض من ذلك أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، حيث أشار المستطلعين إلى الإمكانات المالية باعتبارها أولوية.
  • تكتسب القضايا البيئية، أهمية خاصة لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن لا صلة مباشرة بين الأزمة البيئية وأثرها المحتمل على حياتهم.
  • أبدى شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استعدادهم للتضحية بوسائل الراحة الشخصية وتخصيص الموارد الشخصية من أجل مستقبل أفضل، ولكنهم كانوا أقل استعداداً للتخلي عن الاستهلاك المادي مقارنة بالشباب الأوروبي.
عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق