في تجربةٍ تجمع بين اللعب والذكاء، وبين خيال الطفل والتكنولوجيا الحديثة، شارك الأطفال في ورشة «محقق من العصر الرقمي» ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تحولت القاعة إلى مساحة نابضة بالأسئلة والأوراق المرمّزة ومحاولات فك الشفرات، لتقود الصغار إلى عالم جديد من التفكير التحليلي.
قدمت الورشة المدربة أسيل من فريق متخصص في تعليم الأطفال مبادئ الابتكار والتفكير المنهجي، وبدأت بتقديم فكرة مبسطة حول التشفير وكيف استخدم البشر الرموز لإخفاء رسائلهم عبر التاريخ، قبل أن تنتقل إلى شرح «شفرة قيصر» بوصفها نموذجاً كلاسيكياً للتشفير يعتمد على إزاحة الحروف داخل الأبجدية لإنتاج كلمة خفية تتحول إلى معنى واضح.
وعلى الشاشة التفاعلية، عرضت أسيل مثالاً يوضح كيف يتحول الحرف إلى آخر بمجرد تغيير موقعه، فشعر الأطفال وكأنهم على أعتاب «صندوق أسرار» ينتظر من يفتحه، وما إن بدأت التمارين العملية، حتى انشغل الصغار بمحاولاتهم الخاصة، يجربون ويخطئون ثم يصيبون وعلى وجوههم ابتسامة الاكتشاف كلما ظهرت لهم الكلمة الصحيحة.
وأكدت المدربة أن الهدف من الورشة هو تنمية مهارات التفكير المنطقي والبحث لدى الأطفال، وتعويدهم على قراءة التفاصيل واكتشاف الأنماط، مشيرةً إلى أن «التشفير» ليس تقنيةً فقط، بل مدخل ممتع يساعد الطفل على فهم العالم الرقمي بطريقة أبسط وأكثر قرباً من خياله.
ومع ختام الورشة، قدّم الأطفال الكلمات التي نجحوا في فك شفراتها، يتبادلون الإجابات بحماس، فيما كانت المدربة أسيل توضح لهم كيف يؤدي تغيير خطوة واحدة إلى نتيجة مختلفة، لتتحول اللحظات الأخيرة إلى مساحة للأسئلة والتجريب، يشعر معها كل طفل بأنه خاض مغامرة تحقيق رقمية صغيرة، في عالم واسع من الأسرار التقنية.