الشارقة، 17 سبتمبر 2025،
بعد ثلاثة أيام حافلة بالفعاليات، اختتم المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء، اليوم الأربعاء، فعاليات دورته الـ18 التي استضافتها إمارة الشارقة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة 152 متحدثاً يمثلون المناصرين الذاتيين، وأسرهم، والخبراء، وصناع القرار في مجالات الإعاقة والدمج المجتمعي من 160 مؤسسة بـ 74 دولة حول العالم، وحضور 600 مشارك في 59 جلسة.
ونظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية المؤتمر بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ودعم من شركاء المدينة الاستراتيجيين، حيث تناول في سلسلة حوارات ونقاشات دولية، قادها نخبة من الخبراء والمتخصصين بمشاركة المناصرين الذاتيين أنفسهم، قضايا الدمج والعدالة، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم.
تطوير سياسات وبرامج تدعم الدمج الشامل
وفي كلمتها الختامية، قالت سو سوينسن، رئيسة منظمة الاحتواء الشامل الدولية: “نحن نمارس دور المجتمع المدني والاحتواء على المستوى الدولي، ونعمل على ضمان أن تكون قيادة حركتنا متنوعة، شاملة، وتمثّل العائلات والمناصرين الذاتيين. نتطلع إلى مناقشة استراتيجيات كيفية تحقيق ذلك في اجتماع الجمعية العمومية المقبل. يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن الاعتراف بالحقوق المتساوية للجميع هو أساس الحرية والعدالة والسلام في العالم. وهذا ما نأمل حدوثه ونمتلك القدرة على تحقيقه”.
وخلال حفل الختام، ألقت سعادة منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمة قالت فيها: “تشمل توصيات المؤتمر تطوير سياسات وبرامج تدعم الدمج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم ومشاركة أسرهم في اتخاذ القرارات، وتمكين المناصرين الذاتيين بمهارات التأثير، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم والصحة والتوظيف، وزيادة الوعي المجتمعي ودعم الأسر، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة”.
وأضافت اليافعي: “نضع هذه التوصيات بين أيدي المعنيين وأصحاب القرار والمشرعين كي يتم تطبيقها على أرض الواقع من حيث تطوير البنية القانونية المتعلقة بالدمج وتجديد المفاهيم التشريعية من منظور شامل يتماشى مع سياسات التنمية المستدامة ويراعي تنوع السياقات الثقافية والاجتماعية وتمكين صانعي السياسات من تبني قرارات تتجاوز الإطار الإنساني نحو رؤية تنموية شاملة”.
وفي كلمته خلال الحفل، قال هاشم تقي، رئيس منظمة الاحتواء الشامل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “نحتفل باختتام لقائنا بعاصمة العلم والثقافة؛ الشارقة المليئة بالمحبة والترحيب والتي غمرتنا بالرعاية وطيب الاستقبال والضيافة العربية الأصيلة المعهودة. لقد تواصلنا ودعمنا بعضنا وكان للدمج معنى مميزاً وشعوراً خاصاً. تعرفنا على طرق جديدة في الدمج واستمعنا للمناصرين الذاتيين من مختلف دول العالم وتعلمنا من تجاربهم وسبل دعمهم”.
وأضاف: “أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لإمارة الشارقة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لرعايته هذا الحدث الهام، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الانسانية، على عملها الدؤوب على مدى سنوات طويلة”.
الإعاقة الذهنية في الصورة العامة
وتضمن الحفل الختامي عرض مقاطع فيديو ملهمة عن تجارب وإنجازات وتطلعات الأشخاص ذوي الإعاقة، والخطوات المستقبلية التي يمكن اتخاذها لدعمهم، إلى جانب حلقة نقاشية بعنوان “الإعاقة الذهنية في الصورة العامة” شارك فيها كل من سعادة هبة هجرس، المقرر الخاص المَعنِي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، سعادة رحاب بورسلي عضو لجنة خبراء الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأهالي الأشخاص، سام وولفِن، المستشار الإقليمي لشؤون المساواة بين الجنسين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفاطمة وانغاري، المنسق الوطني لمنظمة “الاحتواء – غانا”، وأدارتها سو سوينسن، رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية.
كما تضمن حفل الختام كلمة ألقاها جيمي كوك، المدير التنفيذي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، قال فيها: “إن المؤتمر شكّل منصة فريدة لحركتنا العالمية، منصة تميزت بالتعاون والالتزام المشترك. واسمحوا لي بالتعبير عن امتناني لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ولإمارة الشارقة على الكرم والدعم في استضافتنا في هذه اللحظة المهمة. وفي ختام المؤتمر، أصبحنا أكثر قوة ووحدة، بفضل الشراكات التي أبرمناها، والمبادرات التي سنواصل العمل عليها لتحقيق مستقبل أفضل”.
الأسر والمناصرين الذاتيين.. المضي قدماً كمنظومة متكاملة
وناقش حفل الختام أبرز ما جاء في “قمة الأسر” التي احتضنتها الشارقة، وجمعت العائلات والخبراء والقيادات في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، و”قمة المناصرين الذاتيين”، التي أقيمت في فندق بولمان، تجسيداً لحرص الشارقة على إشراك المناصرين الذاتيين والأسر في صياغة الرؤى والرسائل الأساسية للمؤتمر. حيث أكد لويس غابرييل فياريال، نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية، أهمية مواصلة العمل على قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة المتعلقة بالحصول على وظائف شاملة، والمشاركة في السياسة، والحصول على تعليم شامل ودعم جيد.
وقال: “يجب على المناصرين الذاتيين أن يكونوا قادة في المنظمات التي تمثلنا، ونحتاج إلى دعم من أسرنا ومنظماتنا إلى جانب التدريب والدعم والفرص لتولي أدوار قيادية. ورسالتنا لكم جميعاً؛ العالم يحتاج إلى قادة من المناصرين الذاتيين، ومسؤوليتنا هي أن نتحدى أنفسنا ونكون قادة في منظماتنا الخاصة، ومجتمعاتنا، وحياتنا الشخصية. هذه هي الطريقة التي نضمن بها أن يظل صوت المناصرين الذاتيين قوياً لنواصل إحداث التغيير”.
من جهتها، قالت فوزية حاجي، عضو مجلس منظمة الاحتواء الشامل الدولية: “في ظل الاتجاهات التي نواجهها اليوم، يحتاج قادة الحركة الأسرية إلى رؤية قوية وفهم واضح لمعنى الدمج من أجل المناصرة، وكيفية تواصلنا كعائلات مع بعضنا مع الحفاظ على الجانب الإنساني المباشر، لأنه جوهر حركتنا الأسرية. كما أن العائلات اليوم ترغب في التواصل بناءً على المرحلة العمرية لأفرادها من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وهو ما قد يغير طريقة تنظيمنا كحركة أسرية.
رعاية وشراكات فعالة
وانعقد المؤتمر برعاية كل من هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، وجامعة الذيد، ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية، ومعهد الشارقة للسياقة، والشارقة لإدارة الأصول، وثيراب. وبشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، والشريك الإعلامي؛ هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
وضمت قائمة الشركاء الداعمين كلاً من؛ مركز اكسبو الشارقة، القيادة العامة لشرطة الشارقة، هيئة الشارقة للدفاع المدني، هيئة الشارقة الصحية، هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، معهد الشارقة للتراث، بلدية منطقة البطائح، متحف الشارقة البحري، هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، شركة ساند لإدارة المرافق، سايت جلوبال، شركة رمال الدولية للدعاية والإعلان.
نحن الاحتواء
ويشكل المؤتمر العالمي أبرز حدث لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، ويُعقد كل أربع سنوات في واحدة من الدول الأعضاء حول العالم، وأقيمت دورته الـ18 في إمارة الشارقة تحت شعار “نحن الاحتواء” في الفترة 15-17 سبتمبر الجاري، تقديراً لدور الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في مناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم خدمات عالمية المستوى لهم ولأسرهم.