AlMadar Magazine

الطيب أديب وكلوديا رويدا يضعان معايير لبناء شخصيات مؤثرة في قصص الأطفال

استضاف “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” في دورته الـ12 ضمن فعالياته الخارجية كلاً من الكاتب المصري الطيب أديب، والكاتبة الكولومبية كلوديا رويدا، في جلسة حوارية عقدت في مكتبة الصفا للفنون والتصميم بدبي، تحت عنوان “قصص تنبض بالحياة”، تناول فيها الكاتبان المعايير والتقنيات اللّازمة لبناء شخصيات ناجحة في حكايات الأطفال، تحمل قيماً إيجابية تساهم في بناء وعي الصغار.

 

واستهلت الكاتبة كلوديا رويدا، الجلسة التي أدارتها لمياء توفيق، بالإشارة إلى أهمية الصور في كتب الأطفال، واصفة إياها بـ “نبض القصة”، وقالت: “الصورة ورسم الشخصيات تتحمل جانباً مهماً من عملية السرد القصصي، ويمكنها أن توصل الفكرة إلى الطفل بشكل أسرع”.

 

وأضافت: “بناء الشخصيات في قصص الأطفال عملية معقدة، وبالتالي يجب على الكاتب مراعاة طبيعة هذه الشخصيات ونوعيتها والفكرة التي يود أن يوصلها للطفل على لسانها”، وبينت كلوديا أنها تجنح عادة إلى ابتكار شخصيات قصصها من الحيوانات، قائلة: “في كتبي استخدم الكثير من الحيوانات، لأن الأطفال يشعرون بأنها أليفة ومحببة لهم”.

 

وأكدت أهمية وضع ملامح واضحة للشخصيات التي تلعب بطولة القصة، بقولها: “الوضوح من شأنه أن يخلق علاقة بين الطفل والشخصية، وبالتالي تقبله لكل ما يأتي على لسانها، فضلاً عن ذلك فإن أشكال هذه الشخصيات تمنح الطفل فرصة استكشافها والتعرف عليها والتعلق بها”.

ومن جانبه، قال الكاتب الطيب أديب: “تلعب الصور والشخصيات دوراً في تقوية مدارك الأطفال، فهي تمنحه حساسية تجاه الألوان، لهذا تعد القصة وسيلة تربوية وتعليمية ويزداد تأثيرها إذا تم تحويلها إلى مسلسلات وأفلام”.

 

وأشار أديب إلى أن الطفل بطبيعته يحب المغامرة والشجاعة واكتشاف الأشياء، ولذلك فمن الضروري أن يتم إشباع هذا الجانب لديه عبر القصص”، مبيناً أن عدم وجود الصورة المناسبة في كتب الأطفال كفيل بأن يضعفها، داعياً إلى عدم إغراق قصص الأطفال بالشخصيات السلبية لأنها تنفر الطفل، كونه يميل عادة إلى الشخصيات الإيجابية ويتعاطف معها.

 

وفي إطار الحديث عن مدى أهمية قيام الكاتب بمراجعة شخصيات القصة وبنائها قبل عملية النشر، اتفق الطيب أديب مع كلوديا على ضرورة المراجعة، وأكدا أن بعض الشخصيات تحتاج إلى تأني في عملية بنائها، وذلك حتى تكون مقنعة للطفل. وأوضحا أن لكل كاتب طريقته في بناء الشخصيات والكتابة القصصية، ولكن يتوجب عليه العمل كثيراً على هذه الشخصيات ومراجعتها وتطويرها، خاصة عندما تكون مستوحاة من عالم الحيوانات.

 

يشار إلى أن الفعاليات الثقافية الخارجية لـ”مهرجان الشارقة القرائي للطفل” تتواصل حتى 29 مايو الجاري، وتقام في دبي، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعدد من مدن إمارة الشارقة، وتستضيف كتّاب وفنانين عرب وأجانب.